نزلت سورة الفتح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وكان ذلك في السنة السادسة للهجرة بعد عقد صلح الحديبية، وسبقتها بالنزول سورة الجمعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متّجهاً إلى المدينة المنورة. تُعتبر سورة الفتح السورة الثامنة والأربعون ترتيباً في القرآن الكريم، ويصل عدد آياتها إلى تسعٍ وعشرين آية.
أحدث نزول سورة الفتح تغييرات جذريّة ومهمّة في أحوال المسلمين في المدينة المنورة، وكان أهمّ ما تغيّر هو موقف المعادين للرسول صلى الله عليه وسلم فاستووا على النهج الإسلامي واتصفوا بالإيمان، واستقامت حالتهم النفسية.
جاءت سورة الفتح لتُنزل الطمأنينة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ أصبح مطمئنّاً لكل ما يحيط به، وينتهج الإلهام الربّاني في تحرّكاته مستبعداً الإرادة الشخصية، لذلك لم يؤثّر استفزاز وأذى قريش في نفسية الرسول صلى الله عليه وسلم والمسمين، فكانت السكينة والطمأنينة تملأ قلوبهم حتى نالوا الرضى من الله.
التسميةيعود سبب تسمية هذه السورة المدنية بسورة الفتح نظراً لدوران محورها حول الفتح وما آل إليه من فوائد وآثار إيجابية على الدين الإسلامي، وتمتاز ببدء آياتها بأسلوب توكيد (إنا فتحنا)، وتقع في الربعين الرابع والخامس في الجزء السادس والعشرين ضمن الحزبين الواحد والخمسين والثاني والخمسين.
يُشير اسم السورة إلى مدلولها؛ إذ تتحدث عن فتح مكة المكرمة وخيبر وما جاء بصلح الحديبية، كما شملت ما تبع فتح مكّة من اتساع رقعة الإسلام في جزيرة العرب.
خصائص سورة الفتحيتمركز موضوع سورة الفتح حول ما يتعلق بأمور المسلمين في المدينة، وجاءت لتُعالج وتوضّح الأسس التشريعية المتعلقة بالأمور الحياتية والعقائدية كالمعاملات والعبادات والأخلاق وغيرها.
موضوعات السورةالمقالات المتعلقة بسبب تسمية سورة الفتح